ربط عدم انسجامه مع لاعبي العميد بتغيير المهاجمين من مباراة لأخرى
الغيني الحسن كيتا: عنصرية الملاعب الأوروبية دفعتني للعب في الاتحاد
الحسن كيتا
جدة: عماد عيسى
عزا اللاعب الغيني الحسن كيتا أهم أسباب قبوله الاحتراف في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد السعودي إلى ابتعاده عن الملاعب الأوروبية في الوقت الراهن بعد أن ظلت مدرجاتها تنادي بالعنصرية وتمييز اللاعبين بألوان بشرتهم، إلا أنه أبان أن سمعة نادي الاتحاد بتحقيقه كأس أبطال آسيا لموسمين متتاليين كان سببا مساعدا ومهما في احترافه بالدوري السعودي.
وامتدح كيتا مستوى الدوري السعودي وأداء لاعبيه، مؤكدا نجاح أكثر من لاعب في الاحتراف في أوروبا متى ما نجح في التأقلم مع أجواء الاحتراف هناك والتي وصفها بالمختلفة كثيرا عما يحدث في الدوري السعودي.
وتوقع كيتا القادم للاتحاد من صفوف الدوري السويسري أن يواجه فريقه الاتحاد مباراة صعبة أمام أولمبيك خريبكة المغربي في دوري إياب دور الـ 32 لدوري أبطال العرب لمعرفته التامة بالفريق المغربي بحكم أنه لعب له من قبل، إلا أنه أكد استفادة زملائه اللاعبين من درس الكرامة السوري في دوري أبطال آسيا وعزمهم على عدم تكرار ذلك المشهد.
وكشف كيتا من خلال الحوار التالي أسباب عدم تأقلمه مع زملائه في الاتحاد حتى الآن بالصورة المطلوبة بجانب العديد من الجوانب المتعلقة بمسيرته الاحترافية.
* فكرة موجزة عن مسيرتك كلاعب؟
- بدايتي الحقيقية كانت عام 1996م مع نادي ماكونا الغيني ومنه انتقلت لنادي حورية ثم انتقلت بع ذلك عام 2000 للعب لنادي أولمبيك خريبكة المغربي ومنه انتقلت للعب في المسابقات الأوروبية عن طريق نادي زيورخ السويسري وفيه تدرجت من درجة الشباب حتى وصلت للفريق الأول الذي حققت معه في الموسم الماضي لقب هداف الدوري برصيد 20هدفا وبعد ذلك فضلت خوض تجربة احترافية في مكان مختلف وفضلت عرض نادي الاتحاد خصوصا بعد أن اطلعت على السجل الحافل الذي يمتلكه هذا النادي بتحقيق كأس آسيا لموسمين متتالين والمستوى الكبير الذي قدمه في بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت الموسم الفائت باليابان.
* ولكنك ذكرت في وقت سابق أن تعرضك لتميز عنصري كان من أهم الأسباب التي دعتك لترك الدوري السويسري والاحتراف في نادي الاتحاد السعودي؟
- هذا صحيح ففي أوروبا أصبحت الهتافات العنصرية ضد الأفارقة أمر طبيعي وتتكرر بصفة شبه يومية، على الرغم من أن أصحاب البشرة السمراء هم الأغلبية في معظم الملاعب الأوروبية وهو الوضع الذي خلق استياء كبيرا وسط العديد من هؤلاء اللاعبين، وجميعنا يتذكر ما تعرض له اللاعب الكاميروني نجم نادي برشلونة الإسباني صموئيل إيتو في العام الماضي عندما أصرّ على الخروج من الملعب خلال مباراة لفريقه في الدوري الإسباني بسبب الهتافات العنصرية التي ظل يرددها جمهور الفريق المنافس خلال المباراة، لكن أخيرا بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خطوات فعالة لمحاربة هذه العنصرية والقضاء عليها بشكل تام، وعن نفسي لم أستطع تحمل العيش في هذه الأجواء وفضلت الانتقال لنادي الاتحاد وخوض تجربة جديدة وربما يكون ذلك أحد الدوافع لكن اسم الاتحاد كفيل بإغراء أي لاعب لارتداء شعاره.
* كيف تفسر فشل الاتحاد في تخطي دور الـ 8 لدوري أبطال آسيا وهو حامل اللقب لموسمين متتاليين؟
- الفوز والخسارة أمران واردان في عالم كرة القدم والشواهد كثيرة على خروج فرق عالمية أمام فرق أقل منها من حيث المستوى والإمكانيات وخروج الاتحاد من دوري أبطال آسيا على يد فريق الكرامة السوري يتماشى مع ذلك مع علمي أن الجماهير الاتحادية لا تقبل هذا التبرير لأنها كانت تطمح لتحقيق البطولة والوصول إلى كأس العالم للأندية للمرة الثانية على التوالي ولكن يجب ألا ننسى أن الفريق مر بظروف صعبة في مباراة الإياب بسوريا التي خسرها الفريق صفر/4 ومن أهمها ابتعاد أكثر من لاعب مؤثر بسبب الإصابة.
* يعاب عليك إضاعة فرص سهلة أمام المرمى كما أن الانسجام بينك وبين زملائك في الفريق لا يبدو في المستوى المطلوب؟
- من الطبيعي أن يضيع المهاجمون فرصا أمام المرمى وهذه من أسباب تشويق وإثارة لعبة كرة القدم كما أن التوفيق والحظ لهما دور كبير وأنا أثناء مشاركتي مع الاتحاد سجلت عددا جيدا من الأهداف حتى الآن مع العلم أنني ألعب بجانب رأس الحربة الأساسي ودوري ينقسم بين التسجيل وتجهيز الكرات، أمام مسألة انسجامي مع زملائي في الفريق فهي في ارتفاع مستمر من مباراة إلى أخرى خصوصا في خط المقدمة مع أنه ومنذ قدومي إلى الاتحاد شاركت معه في 6 مباريات فقط حتى الآن وفيها لعبت إلى جانب 4 مهاجمين هم حمزة إدريس ومرزوق العتيبي وحمد أبو ربع واللاعب المكسيكي بورجيتي وهذا بالطبع سيؤثر قليلا على نسبة التفاهم.
* تنتظر الفريق الاتحادي الأحد المقبل مباراة صعبة أمام أولمبيك خريبكة في إياب دور الـ 32 لدوري أبطال العرب .. ألا تخشى تكرار مشهد الخروج من البطولة الآسيوية؟
- أعتقد أننا جميعا في الفريق كلاعبين تلقينا درسا قاسيا من خلال مباراة الكرامة السوري وسيكون ذلك بمثابة عبرة في جميع المباريات التي سنخوضها طوال الموسم أو حتى في المواسم المقبلة، لذلك لا أتوقع أن يفرط الفريق في نتيجة المباراة وهو يدخلها بثلاث فرص الفوز أو التعادل أو الخسارة بهدف لكي يخطف بطاقة التأهل إلى دور الـ 16 من البطولة علما بأن فريق أولمبيك خريبكة ومن حكم معرفتي به كوني لعبت له من قبل فلن يستسلم بسهولة وسيكون ندا عنيدا فهو من نوعية الفرق التي يصعب التفوق عليها في ملعبها وبين جماهيرها لكن سيتم التركيز على التعامل مع هذه النقطة بكل حذر من جانبنا لكي لا تكون عائقا أمامنا نحو بلوغ هدفنا.
* كيف وجدت اللاعب السعودي من خلال احتكاك به في الفترة السابقة وماذا ينقصه للانتقال والاحتراف في أوروبا؟
- بصراحة أعجبت كثيرا بمستوى المهارة التي يمتلكها اللاعب السعودي وأيضا قوة المنافسة في الدوري السعودي، فجميع الفرق تبدو في مستوى متقارب وهذا من شأنه أيضا المساهمة في تطوير مستوى اللاعبين وهناك عدد كبير من اللاعبين الذين شاهدتهم يستطيعون الانتقال واللعب في أوروبا بشرط أن تكون لديهم القابلية للتكيف مع الأسلوب الأوروبي في التعامل مع اللاعب المحترف والذي يوجد فيه اختلاف كبير عن النظام الموجود والمتبع في السعودية.
* هل لديك النية في العودة للاحتراف في أحد الأندية الأوروبية بعد انتهاء عقدك مع نادي الاتحاد؟
- حاليا مرتاح جدا لوجودي في الفريق الاتحادي وبالعلاقات التي كونتها مع زملائي اللاعبين، لكن بعد نهاية عقدي ربما تكون لي وجهة جديدة وعودتي للعب في أوروبا ستكون مربوطة بنوعية جمهور البلد التي سألعب لواحد من أنديتها ومدى وعيه وتعامله مع اللاعبين بعطائهم لا بألوان بشرتهم.
* ما الانطباعات التي خرجت بها بعد أن قضيت شهر رمضان المبارك في السعودية؟
- عندما تعيش أجواء شهر رمضان في بلد إسلامي كالسعودية وهي منبع هذا الدين تشعر بروحانية هذا الشهر والمعاني الكبيرة التي من أجلها فرض الصيام بتواصل الناس وتغيير نمط حياتهم وتقربهم من الله بالعبادات، عكس ما يحدث في أوروبا التي لا تشعر فيها بذلك لأن المجتمع هناك لا يعني له شهر رمضان المبارك شيئا كثيرا.
السبت 21 أكتوبر - 14:26
